قصر العظم في حماة.. يكبر شقيقه الدمشقي بـ 10 أعوام

قصر العظم (حماة) هو قصر أثري يقع في قلب مدينة حماة السورية بالقريب من حديقة العامة بجانب النواعير وهو مقر متحف التقاليد الشعبية بحماة أيضا

يعتبر قصرالعظم من أجمل الأوابد العمرانية في العصر العثماني وهو يقع في المدينة القديمة من مدينة حماة – سوريا، في أجمل موقع وأروع مكان أثريا أو طبيعيا وقد اعتبر بعض الباحثين أنه أجمل ما في القصر موقعه فهو يشرف على نهر العاصي بقبته الشامقة، ويجري النهر تحت أقدامه وكأنه شارع مستقيم جميل تشدو عليه النواعير نواعير حماة الشهيرة بصوتها العذب ضمن حديقة غناء تمتاز بأنواع وأشكال مختلفة من الأشجار والثمار والأزهار. ويرى الناظر من نوافذه من فوق سطوحه كثيرا من مباني حماة الأثرية مثل القلعة، الجامع النوري وحارات حماة القديمة وبعض الجوامع الأثرية بالمدينة.

بناء القصر

تعاقب على بناء هذا القصر ثلاثة بناة حيث بدأ بناؤه

  • أسعد باشا العظمفي عام 1153 هجري – 1740 ميلادي ويدل على هذا التاريخ أبيات من الشعر المنقوش على جدران القاعة الكبرى (قاعة الذهب) نصه
وعش عمرا مديدا في سرور وعيشك طيب صاف نضير
وقل لمهندس الغرفات أرخ بقاعة أسعد تحلو قصور

وبحساب الجمل يكون 187/135/444/396 = 1153 هجري كما بنى أسعد باشا كل من الأسطبل ومستودع العلف في الطابق الأرضي.

  • وقد رمم نصوح باشا العظمالقاعة الكبرى سنة 1780م وانقلب هذا القصر من قصر لحكم المتسلم إلى مكان خاص بالحريم ويدعى باللغة التركية (الحرملك) ،وابتنى نصوح باشا قسما ثانيا يقع شمال الحرملك ليستقبل فيه الضيفان وشؤون الحكم وسمي بقسم السلاملك باللغة التركية وهذا يعني قسم الرجال.
  • أكمل مؤيد باشا العظمعمل أسعد باشا في قسم الحرملك فبنى في الطبقة الأرضية قبوا ملحقا بالأسطبل يقع في جنوبه وشيد فوقه جناحا مناظرا للقاعة الكبرى من الجنوب في الطابق العلوي يتألف من غرف مزخرفة ومنقوشة وكان ذلك في عام 1824م، في عام 1830م أتم أحمد مؤيد باشا تزيين الطابق الأرضي فأنشأ إيوانا بديعا وفسقية كبرى مثمنة الشكل وعدة غرف تحيط بها فضلا عن حمام خاصة بالقصر سميت باسم حمام المؤيدية نسبة إلى بانيها ويدل على ذلك أبيات الشعر المنقوشة على جدران الإيوان الأرضي الجنوبي في اّخر بيت فيها:
أخي اشرب هنيئا ثم أرّخ بمائي بركة حسنت مزاجا

وبحساب الجمل يكون 54\622\518\52\ = 1246 هجري

وسكن هذا القصر بعد أحمد مؤيد باشا العظم أولاده وأحفاده حتى عام 1920م حيث تحول إلى مدرسة لجمعية دار العلم الأهلية في حماة وبعد ذلك تحول إلى متحف في عام 1956م في عهد رئيس الجمهورية شكري القوتلي. هذه لمحة تاريخية موجزة عن قصر العظم أو متحف التقاليد الشعبية في مدينة حماة يقتضي المقام أن نقف مليا عنده لنتبين عظمة بنائه ونتفيأ ظلاله حيث تربعت في باحة الطابق الأرضي شجرة المانوليا وقد أصبح عمرها مائة عام ونيف وأيضا نستمتع بسحر زخارفه ونقوشه البديعة المتنقلة بين شعر وورد وأشجار وأنهار.

قارن